إعجاز المعجزة لقد أرسل الله أنبياءه الكرام و أيـّــدهم بمعجزات ، فمعجزة إبراهيم ـ عليه السلام ـ النــّـــجاة من النــّــار ، ومعجزة موسى ـ عليه السلام ـ العصا ، و معجزة عيـــسى ـ عليه السلام ـ إحياء الموتى بإذن الله و شفاء الأبرص و الأكمه بإذن الله و تنبيئ القوم بما يـدّخرون. أما معجزة نبيــّنا الكريم و خاتم المرسلين محمد ـ صلى الله عليه وسلــّــم ـ فهـــــــي { القرآن } . جاء يهودي ذات يوم إلى النبـيّ ـ صلى الله عليه و سلــّــم ـ و أراد أن يعجزه في معجزته ألا و هي القرآن ـ سبحان الله ـ فقال اليهودي : يا محمد ! لقد جاء في قرآنكم كلام لم تنطق به العرب قط . فقال النبيّ ـ صلى لله عليه وسلــّـم ـ و ماذاك ! فقال اليهودي : جاء في قرآنكم لفظة " قسورة " و العرب لا تقول "قسورة " إنّما تقول لبؤة ، و جاء في قرآنكم كذلك لفظة " تهزأ " و العرب لا تقول " تهزأ " إنــّـما تقول تستهزئ ، و جاء في قرآنكم لفظة " كبارة " والعرب تقول كبير ، و جاء في قرآنكم لفظة " عجاب " و العرب تقول عجيب .و ما كاد اليهودي يكمل كلامه حتى دخل على النبــيّ شيخ أعرابي قــحّ لحاجة في نفس يعقوب يعلمها الله ، وقلنا أعرابي قحّ لأنّ علماء اللـّـغة العربية عندما أرادوا جمعها ـ خشية عليها من الـلــّـــحن ـ جمعـوها من الأعراب لأنّ ألسنتهم لم تختلط بألسنة الداخلين في الإسلام . فناد الأعرابي : يا محمد ! فعمد النبيّ أن لا يجيبه ، فأعادها الأعرابي ثانية و ثالثة ، وعمد النبيّ أن لا يجيبه ، انظروا ماذا قال الأعرابي ـ سبحان الله ـ: { يا محمد ! يا ابن قسورة العرب ( الســيــّدة آمــنــة) أ تهزأ بــي و أنت ترانـــــي رجلا كبارة إنّ هــذا والله لأمـــر عجاب . فبهت اليهـــودي و أعلن إسلامـــه . سبحان الله ! لقد نصر عبده ، وأيــّــد جنده ،و هزم الأحزاب وحده .