الثلاثاء يوليو 16, 2013 5:36 pm | المشاركة رقم: #1 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||
| موضوع: الابن معاق .. هل ينهار حلم الأسرة؟ الابن معاق .. هل ينهار حلم الأسرة؟ الابن معاق .. هل ينهار حلم الأسرة؟ يبقى وجود طفل معاق في الأسرة تحدياً معقداً لمسيرة حياة الأسرة، ومستقبل تماسكها من عدمه، كما تشكل نتيجة هذا التحدي محطة حاسمة في مستقبل المعاق ووجهة تنشئته سلوكياً ونفسياً. إن الثابت الوحيد في هذه القضية الإشكالية يتمثل في أن الأسر المتماسكة على صعيد علاقاتها البينية هي الأقدر على التعامل مع إعاقة أحد أفرادها بوعي وعاطفة، قادرين على عبور واحدة من أكبر وأخطر أزماتها قسوة بسلام وطمأنينة.وفي كل الأحوال فإن حسن اختيار الأساليب والسلوكيات الناجحة تبقى هي الفيصل في بناء شخصية المعاق وتمكينه من لعب دور إيجابي في حياته وحياة أسرته، هذا غيض من فيض، ولكن تبقى الهموم والتجربة والإرشادات التفصيلية من اختصاص معايشي الأزمة وأهل الاختصاص. ************************* حالات واقعية يعترف علي حسين الأب لتوأم معاق ولد وبنت، بأنه وزوجته صدما بقسوة وعاشا أوقاتاً في غاية الصعوبة عصفت بتوازنهما النفسي والأسري بدايةً. وما لبثت الأمور أن تحسنت بازدياد قدرتهما على تجاوز العقبات والتغاضي عن المضايقات، وبمرور الوقت اكتسبا الخبرة اللازمة للتعامل مع ولديهما المعاقين، مكنتهما من الارتقاء بحالة الطفلين، وصولاً إلى تعليمهما تعليماً جيداً، ويفكر الأب ملياً قبل أن يقر بأنه وأمهما يشعران بالحيرة في اختيار عقاب مناسب لا يشعرهما بالألم عند ارتكابهما خطأ ما. أما «أم فاضل» التي رزقت بطفل معاق حركيا لكنه يتمتع بذكاء عال جدا، فتؤكد أنها عاشت في الشهر الأولى لولادة ابنها معاناة شديدة الوقع على النفس، خاصة أن والده غير مهتم به على الإطلاق، ويعامله بسوء انعكس على الطفل خوفاً من والده، وتبدي حيرتها في كيفية تعليم الأب معاملة ابنه معاملة حسنة، وخصوصا أن الابن بدأ يكبر ويعي كل شيء. بدوره «أبو فيصل» الذي رزق بابن معاق حركياً، فإنه يؤكد أن ابنه بركة البيت، وعلمه أن المعاق قد يكون أفضل من غيره من الأسوياء، فهذا ابنه الرابع، وهو أفضل أبنائه، نظراً لما يتمتع به من فطنة عالية جدا بخلاف إخوانه، مع إقرار الأب بأن ولده يعاني حالة نفسية سيئة في بعض الأحيان، والسبب هو مضايقة زوجة أبيه التي تعاقبه على أفعال من المنطقي أن يأتيها من هم في سنه من الأطفال. العلاج النفسي وبالانتقال إلى أهل الاختصاص، فإن الدكتورة فاتن ميرزا اختصاصية العلاج النفسي، ترى أن التعامل مع الطفل المعاق يحتاج إلى عناية خاصة، وأنه رغم كل الخدمات المقدمة من قبل الدولة ووزارة التربية، إلا أن الجانب الذي نحتاج إلى تطويره بالفعل، هو توعية الأهالي بأساليب تعديل السلوك، وكيفية تعامل الأسرة مع المعاق على نحو علمي ومدروس، فالمدرسة غير قادرة على إحداث التغيير المطلوب وحدها، ومن المعروف أن شخصية الإنسان تبنى من داخل أسرته، وما تغرسه فيها من أفكار ومعتقدات قد تكسبه الثقة بالنفس، حتى وهو معاق، أو تفقده ثقته بنفسه ولو كان سليماً بدنياً.وتشدد الدكتورة ميرزا على أن تقدير الذات ينشأ من مدى تقبل المحيطين والمقربين بنا، وشعورهم بالحب والفخر لنا، فعلى سبيل المثال إذا قال الأب لابنه المعاق حركيا «رغم إنك لا تمشي إلا أنك زكي ولماح وسريع البديهة، وسيكون لك شأن عظيم»، فإن تلك الكلمات ترفع تقدير الذات لدى المعاق، وتجعله يثق بنفسه وبقدراته، وتجعله يتقبل نفسه ووضعه، وفي المقابل، هناك أهالي تعامل أبناءها الأصحاء بدنياً معاملة هادمة للذات، كأن تقول الأم لابنها «عليك غباء عجيب قمت بتدريسك البارحة 6 ساعات للامتحان، ومع هذا لم تحصل على الدرجة الكاملة في الامتحان»، إن عدم شعور الأهل بالرضى والقبول، لأبنائهم يفقدهم الثقة بقدراتهم، ويجعلهم في صراع حول مدى كفاءتهم الذاتية، وبالتالي تقديره لذاته ينخفض. وتوصي الدكتورة ميرزا الأهالي بضرورة التعامل مع أبنائهم المعاقين، وكأنهم قادرون على تحمل الألم النفسي بنفس الدرجة التي من الممكن أن يتحملها طفل لا يعاني من أية إعاقة. وتحث عائلات المعاقين على اتباع الأساليب العلمية المدروسة لتعديل السلوك، والتي تحدد كيفية التعامل مع تلك الفئة دون تحطيم قدراتهم وكفاءتهم الذاتية وبناء شخصية سوية. وتؤكد ميرزا أنه من الضرورة أن يلتحق أهالي المعاقين بدورات تعديل سلوك مكثفة للتثقيف في كيفية تقوية سلوك مرغوب لدى الطفل، أو إطفاء أو إلغاء سلوك غير مرغوب لديه، أو نتعلم كيف نشكل سلوكاً جديداً لا يعرفه الطفل المعاق وقدراته الذهنية أو الجسدية لا تسعفه لتعلم تلك المهارة بنفس الطريقة السهلة التي يتعلم بها الطفل السوي. كما أن الطفل المعاق ذهنياً أو حركياً إذا أخطأ يجب أن يعاقب، والعقاب بالطبع ليس بالضرب أو بالشتم أو بالعصبية والانفعال، ولكن بأساليب علمية تهدف إلى معاقبته على السلوك السيئ بأساليب فعاله وإيجابية في تعديل سلوك الطفل. وتنظر الدكتورة فاتن في أهمية بالغة إلى الدور التثقيفي الذي يقوم به الأهل، وتراه من أهم الأدوار والمهام التي يجب أن يقوم بها الوالدان تجاه طفلهما المعاق، وهي مسؤولية يجب أن يقوما بها عن طيب خاطر لمساعدة ذلك الطفل، وتسهيل المهارات الحياتية لديه، وتقليل شعوره بالنقص والدونية وتوفير خبرات ناجحة في حياة الطفل، ليشعر بالثقة والأمان والقدرة على الاستمرار في الحياة دون آثار نفسية سلبية. الرأي الاجتماعي أما الدكتورة عبير الدويلة اختصاصية علم الاجتماع، فتؤكد أن وجود طفل معاق في البيت، أيا كان نوع الإعاقة، يؤثر في كل فرد من أفراد الأسرة وفي حياتها، خاصة الأم في ظل غياب المساعدة المعنوية له. ومجيء طفل معاق إلى الأسرة، خصوصا إذا كانت الإعاقة ظاهرة في الشهور الأولى، يعني انهيار حلم ظل يراود الأبوين لعدة شهور، وفي حالة وجود طفل معاق فإنهما يعرفان أن حياتهما ستتغير جذريا، خاصة أنهما وحدهما سيتحملان المسؤولية. وتشير الدكتورة عبير إلى أن الأم تتحمل العبء الأكبر في تربية الطفل المعاق، بسبب من شعور باطني بأنها لم تستطع أن تمنح هذا الطفل الذي حملته بين أحشائها حياة طبيعية، ما يسبب إحساسا بالذنب لا يفارقها، وهو ما نلاحظه دائما داخل الأسر، وهذا الشعور يتسبب في نشوء علاقة مضطربة وغير طبيعية بين الأم وطفلها، تنعكس بشكل سلبي على نمو الطفل المعاق وتجاوبه مع العلاج وقدرته على الاندماج في المجتمع، وتنبه الدكتور الدويلة إلى أنه بالرغم من مظاهر الرعاية التي تبذلها الأم على المستوى العملي، إلا أنها تبقى غير كافية أو مجدية، إذا لم تتخلص من ذلك الشعور النفسي. وتبعا لذلك، تشير إلى وجود حالات عديدة لأطفال خضعوا لعلاج منتظم وتلقوا رعاية خاصة، إلا أن حالتهم لم تتحسن بسبب عدم استيعاب الأم كونها تتعامل مع طفل معاق، وليس ذاك الطفل المثالي الذي كانت تحلم به. فوجود تلك المسافة أو الهوة النفسية بين الطفل المثالي الموجود في خيال الأم وطفلها المعاق، يضاعف معاناة الطفل. وعددت الدويلة الاستجابات الانفعالية التي تحدث للأسرة عند استقبال طفل معاق والتي تبدأ بالصدمة، مؤكدة أنه أمر طبيعي، إلا أن درجة الصدمة ومداها الزمني يعتمدان على درجة الإعاقة وطبيعتها، وكذلك وقت اكتشاف الإعاقة. ثم يأتي من بعد الصدمة الرفض أو الإنكار وهما من الاستجابات الطبيعية للإنسان. ودعت الأهل إلى أن يتقبلوا الوضع القائم، وأن يتكيفوا معه، لأن التأخر في الخدمات يحرم الطفل من الاستفادة من الرعاية الطبية والتأهيلية التي يجب أن يحصل عليها بسبب إنكار الأهل لوجود مشكلة أو الغضب أو نبذ الطفل والتخلي عنه. وترى الدكتورة عبير أن العلاج يبدأ بالاهتمام والعناية بالأسرة ككل في مرحلة العلاج، وليس فقط بالطفل المعاق كحالة فردية، لمساعدة الأم بالتحديد على تجاوز حالة الاكتئاب والإحباط التي تعاني منها نتيجة شعورها بالذنب. وتعتقد الدكتورة أن الأب قد يشعر بنفس الإحساس لكن بدرجة اقل، لأن علاقته بالطفل الصغير في المجتمعات العربية عموما، تبدأ في مرحلة متأخرة، أي بعدما يكبر الطفل، الأمر الذي يترك الأم وحدها في مواجهة مسؤولية طفلها المعاق. ووجهت الدويلة بعض النصائح للأسرة التي لديها طفل معاق بضرورة التعامل معه بواقعية لا باعتباره ذاك الطفل الذي كانت تحلم به. وألا تعزله من باب حمايته من قسوة العالم الخارجي، بل مساعدته على الاندماج في المجالات الطبيعية للحياة. مع التأكيد على ضرورة مشاركة الأب في تحمل المسؤولية لمساعدة الأم وتخفيف العبء عنها.
| |||||||||||||||||||||||||||||||||||
الثلاثاء أغسطس 27, 2013 12:18 pm | المشاركة رقم: #2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||
| موضوع: رد: الابن معاق .. هل ينهار حلم الأسرة؟
| |||||||||||||||||||||||||||||||||||
الأربعاء أغسطس 28, 2013 7:24 am | المشاركة رقم: #3 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| موضوع: رد: الابن معاق .. هل ينهار حلم الأسرة؟ الابن معاق .. هل ينهار حلم الأسرة؟ الام هي الركيزة الاساسية في التعامل مع الطفل المعاق.اذا انهارت الام تنهارمعنويات المعاق و معه كل الاسرة
| |||||||||||||||||||||||||||||||||||||
الإشارات المرجعية |
مواضيع ذات صلة | |
|
المواضيع الأكثر نشاطاً |