ما المقصود بعرش الرحمان ؟ : ما المقصود بعرش الرحمن ؟ .
ج : العرش عند أهل العلم وفي اللغة العربية هو السرير العظيم ، سرير الملك والمراد بعرش الرحمن سرير عظيم هو أعظم المخلوقات ، له قوائم وله حملة من الملائكة يحملونه ، والله فوق العرش سبحانه وتعالى كما قال عز وجل : {الرحمان على العرش استوى } وقال سبحانه وتعالى: { ان ربكم الله الدي خلق السموات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش}
، فهو سرير عظيم ومخلوق عظيم لا يعلم مدى عظمته وسعته إلا الذي خلقه سبحانه وتعالى ، وهو كالقبة على العالم ، هو سقف العالم كله ، وهو سقف الجنة أيضاً وليس فوقه شيء سوى الله سبحانه وتعالى ، هذا هو العرش السرير العظيم الذي تعرفه العرب ، كما قال الله سبحانه في قصة بلقيس :{ولها عرش عظيم} فكراسي الملوك يقال لها عروش ، لكن عرش الله سبحانه لا يشابهه شيء من عروش المخلوقين ، ولكنه في الجملة يعرف من حيث اللغة ، وهو سرير عظيم لا يعلم سعته وعظمته وكنهه ومادته إلا الذي خلقه سبحانه وتعالى ، إلا إذا صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم شيء بذلك ، إذا صح عن رسول الله شيء من كنهه فذلك مقدر ، ما يقوله الرسول صلى الله عليه وسلم هو الحق ، لأنه لا ينطق عن الهوى ، ولا أعلم شيئاً صحيحاً معتمداً يبين مادة هذا العرش ، لكنه عرش عظيم ومخلوق عظيم له حملة من الملائكة ، كما قال الله جل وعلا :{وتحمل عرش ربك فوقهم يومئد ثمانية } يوم القيامة .
والمشهور أنه في الدنيا يحمله أربعة ، كما قال أمية بن أبي الصلت في شعره المعروف الذي أنشده فأقره النبي صلى الله عليه وسلم :
رجــل وثــورٌ تحــتمي بيمينــه والنسـر للأخـرى وليـث مرصـد
يعني أربعة أملاك في صور ما ذكر ، أحدهم في صورة رجل ، والثاني في صورة ثور ، والثالث في صورة نسر ، والرابع في صورة أسد . فهذه مخلوقات تسمى ملائكة خلقهم الله لحمل هذا العرش ، وجاء في حديث العباس بن عبد المطلب أنه في يوم القيامة يحمله ثمانية أوعال ، وأنهم يحملون العرش في صورة أوعال ، ولهم خلق عظيم وطول عظيم ، لكن في إسناده بعض المقال ، ونص القرآن أن هذا يكون يوم القيامة كما قال سبحانه : ، يومئذٍ يوم القيامة ، فدل ذلك على أنه في الدنيا أربعة ، ويوم القيامة يكون ثمانية ، والله المستعان وهو سبحانه أعلم .